كلمة سعادة وكيل الجامعة للشؤون التعليمية

 

يُعد التخطيط الاستراتيجي أول خطوات ومهام الإدارة الاستراتيجية، حيث أنه يتعلق بتحديد اتجاه المنظمة في المستقبل، والذي ينطوي بدوره على تحديد كل من رسالة المنظمة وأهدافها، بناء على تحليل الوضع الحالي والمستقبلي لكل من البيئة المحيطة والقدرات الذاتية، بعدها يتم ترجمة تلك الأهداف إلى برامج وخطط على المستويات الاستراتيجية والتنفيذية والتشغيلية.
وفي ظل سياقات التطور والتسارع نحو المعرفة ومساراتها التقنية والادارية داخل مؤسسات التعليم العالي، يبرز الدور الحيوي الذي يلعبه التخطيط الاستراتيجي في التغلب على المعوقات والتحديات التي تفرزها التطورات العالمية في حقول التعليم والادارة والتطور التقني، وهو ما يؤكد أهمية التخطيط الاستراتيجي في مسعى للنهوض والتقدم في مجتمعاتنا.
شهدت جامعة الملك عبد العزيز تطورًا ملحوظا في الفكر الاستراتيجي في الشق الإداري والتعليمي ومواكبة للتطورات العالمية، يتمثل ذلك في تبني إدارة الجامعة لمبادئ التخطيط الاستراتيجي بهدف وضع خطة شاملة طويلة الأجل تسعى من خلالها إلى رفع مستوى الجامعة وكياناتها لتصبح في مصاف الجامعات المتميزة على المستويات المحلية والإقليمية والعالمية وقد حققت الجامعة نجاحات مرموقة في هذا المضمار، سواءا في خططها الاستراتيجية الأولى والثانية وما افرزته من نتائج وضعت الجامعة في مصاف اولى الجامعات على مستوى الوطن العربي وفي قائمة افضل 200 جامعة على المستوى الدولي وفقا لتصنيفات عالمية وعربية معتبرة.
وفي الخطة الاستراتيجية الثالثة (تعزيز) والتي بدأت الجامعة بتطبيقها منتصف العام 1436 هجرية، ثم اخذت على عاتقها الموائمة بين مبادرات الخطة ومبادرات رؤية المملكة 2030وبرنامج التحول الوطني 2020 ، التي أنتجت عددا من المبادرات النوعية التي يتم العمل عليها اليوم لتصنع الفارق في مخرجات الجامعة التعليمية.
تشكل برامج و مبادرات وكالة الجامعة للشؤون التعليمية نصيب الاسد من مجموع مبادرات الخطة الاستراتيجية الثالثة، وتتركز في مُجملها على مسارات التعليم الفعال وتطوير البرامج الأكاديمية و الخدمات والانشطة الطلابية وزيادة فعالية برامج السنة التحضيرية، ومواكبة التطورات والاحتياجات في البيئة التقنية، وبرامج التعليم عن بعد، إضافة الى مواكبة التحولات الجارية في مجال إعادة هيكلة وفعالية البرامج الاكاديمية لتكون معتمدة على ذاتها من حيث التمويل والدعم. ولأن مبادئ وأدوات التخطيط الاستراتيجي إضافة الى متابعة و تطبيق المبادرات داخل القطاعات التابعة للوكالة اضحت مسألة مُلحّة، فإن انتشار هذه الثقافة وتبني الفكر الاستراتيجي يشكل ابرز التحديات التي تواجهها الوكالة في تطبيق خططها الاستراتيجية، وعليه فقد عملت الوكالة منتصف العام 1435 هجرية على انشاء وحدة داخلها تعنى بالتخطيط الاستراتيجي وتنشغل بالأدوار التالية:
1 - العمل على متابعة تطبيق البرامج والمبادرات الخاصة بمسار التعليم والتعلم الفعال داخل القطاعات التابعة للوكالة.
2 - المشاركة في بناء الخطط الاستراتيجية للجامعة وفقا للأولويات التعليمية للقطاعات.
3 - تقديم الدعم الميداني للقطاعات في مجال مبادرات وتطبيقات التخطيط والاستراتيجي والتشغيلي وتزويد القطاعات التي تحتاج بنماذج - الخطط التشغيلية لتحقيق مؤشرات الاداء الخاصة بها
4- التحقق من واقعية انجاز القطاعات في مؤشرات المبادرات المنوطة بها، ومطابقة الانجاز للواقع الميداني في كل قطاع..
هذا وتعمل الوحدة خلال الخطة الاستراتيجية الثالثة على تطوير دورها ليشمل قياس أثر المبادرات الاستراتيجية في صناعة الفارق التعليمي المؤثر على مخرجات الجامعة في سوق العمل، لتواكب بذلك تطلعات إدارة الجامعة العليا في إعداد جيل من الشباب والشابات القادرين بكفاءة على حمل لواء التغيير والتحول لتحقيق طموحات وتوجيهات قيادة بلدنا العزيز الغالي.
             د.عبدالمنعم بن عبدالسلام محمد الحياني              
وكيل الجامعة للشؤون التعليمية

آخر تحديث
10/17/2018 8:09:14 AM